فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم قال: {أَنْ أُخْرِجْ} أي أن أبعث وأخرج من الأرض. وقرئ {أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي} يعني ولم يبعث منهم أحد.
ثم قال: {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ الله} أي الوالدان يستغيثان الله. فإن قالوا: كان الواجب أن يقال يستغيثان بالله؟ قلنا الجواب: من وجهين الأول: أن المعنى أنهما يستغيثان الله من كفره وإنكاره. فلما حذف الجار وصل الفعل الثاني: يجوز أن يقال الباء حذف. لأنه أريد بالاستغاثة هاهنا الدعاء على ما قاله المفسرون {يدعون الله} فلما أريد بالاستغاثة الدعاء حذف الجار. لأن الدعاء لا يقتضيه. وقوله: {وَيْلَكَ} أي يقولان له ويلك {آمِنْ} وصدق بالبعث وهودعاء عليه بالثبور. والمراد به الحث. والتحريض على الآيمان لا حقيقة الهلاك.
ثم قال: {إِنَّ وَعْدَ الله} بالبعث {حق فيقول} لهما {ما هذا} الذي تقولان من أمر البعث وتدعوانني إليه {إِلاَّ أساطير الأولين}.
ثم قال تعالى: {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} أي حقت عليهم كلمة العذاب. ثم هاهنا قولان: فالذين يقولون المراد بنزول الآية عبد الرحمن بن أبي بكر. قالوا المراد بهؤلاء الذين حقت عليهم كلمة العذاب هم القرون الذين خلوا من قبله. والذين قالوا المراد به ليس عبد الرحمن. بل كل و لد كان موصوفًا بالصفة المذكورة؛ قالوا هذا الوعيد مختص بهم. وقوله: {فِي أُمَمٍ} نظير لقوله: {فِي أصحاب الجنة} وقد ذكرنا أنه نظير لقوله: أكرمني الأمير في أناس من أصحابه. يريد أكرمني في جملة من أكرم منهم.
ثم قال: {إِنَّهُمْ كَانُواْ خاسرين} وقرئ أن بالفتح على معنى آمن بأن وعد الله حق. اهـ.

.قال ابن عطية:

وقوله تعالى: {والذي قال لوالديه أف لكما} الآية. {الذي} يعنى به الجنس على حد العموم الذي في الآية التي قبلها في قوله: {ووصينا الإنسان} [الأحقاف: 15] وهذا قول الحسن وجماعة. ويشبه أن لها سببًا من رجل قال ذلك لأبويه. فلما فرغ من ذكر الموفق عقب بذكر هذا العاق. وقال ابن عباس في كتاب الطبري: هذه الآية نزلت في ابن لأبي بكر ولم يسمِّه.
وقال مروان بن الحكم: نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقاله قتادة. وذلك أنه كان أكبر و لد أبي بكر وشهد بدرًا وأحدًا مع الكفار. وقال لأبيه في الحرب:
لم يبق إلا شكة ويعبوب ** وصارم يقتل ضلال الشيب

ودعاه إلى المبارزة فكان بمكة على نحوهذه الخلق. فقيل إن هذه الآية نزلت فيه. وروي أن مروان بن الحكم خطب وهو أمير المدينة فدعا الناس إلى بيعة يزيد. فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: جعلتموها هرقلية. كلما مات هرقل ولي هرقل. وكلما مات قيصر ولي قيصر. فقال مروان بن الحكم: خذوه. فدخل عبد الرحمن بيت عائشة أخته أم المؤمنين. فقال مروان: إن هذا هو الذي قال الله فيه: {والذي قال لوالديه أف لكما} فسمعته عائشة. فأنكرت ذلك عليه. وسبت مروان. وقالت له: والله ما نزل في ال أبي بكر من القرآن غير براءتي. وإني لأعرف فيمن نزلت هذه الآية. وذكر ابن عبد البر أن الذي خطب هو معاوية. وذلك وهم. والأصوب أن تكون عامة في أهل هذه الصفات ولم يقصد بها عبد الرحمن ولا غيره من المؤمنين والدليل القاطع على ذلك قوله: {أولئك الذين حق عليهم القول في أمم} وكان عبد الرحمن رحمه الله من أفضل الصحابة ومن الأبطال. وممن له في الإسلام غناء يوم اليمامة وغيره.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وطلحة بن مصرف: {أفِّ} بكسر الفاء بغير تنوين. وذلك فيها علامة تعريف. وقرأ ابن كثير وابن عامر وابن محيصن وشبل وعمرو بن عبيد: {أفَّ} بالفتح. وهي لغة الكسر والفتح.
وقرأ نافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر وشيبة والحسن والأعرج: {أفٍّ} بالكسر والتنوين. وذلك علامة تنكير. وهي كصه وغاق. وكما تستطعم رجلًا حديثًا غير معين فتقول (إيه) منونة. فإن كان حديثًا مشارًا إليه قلت (إيهِ) بغير تنوين. و{أف}: أصلها في الأقذار. كانت العرب إذا رأت قذرًا قالت: (أف) ثم صيره الاستعمال يقال في كل ما يكره من الأفعال والأقوال.
وقرأ هشام عن ابن عامر وعاصم وأبو عمرو: {أتعداني}. وقرأ أبو عمرو ونافع وشيبة والأعرج والحسن وأبو جعفر وقتادة وجمهور القراء {أتعدانني} بنونين. والقراءة الأولى هي بإدغام النون في النون. وقرأ نافع أيضًا وجماعة: {أتعدانيَ} بنون واحدة وإظهار الياء.
وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر والأعرج وشيبة وقتادة وأبو رجاء وابن وثاب وجمهور الناس {أن أُخرَج} بضم الهمزة وفتح الراء. وقرأ الحسن وابن يعمر والأعمش وابن مصرف والضحاك. {أَن أَخرُج} بفتح الهمزة وضم الراء. والمعنى أن أخرج من القبر للحشر والمعاد. وهذا القول منه استفهام بمعنى الهزء والاستبعاد.
وقوله: {وقد خلت القرون من قبلي} معناه: هلكت ومضت ولم يخرج منهم أحد.
وقوله: {وهما} يعني الوالدين. ويقال استغثت الله واسغثت بالله بمعنى واحد. و: {ويلك} دعاء يقال هنا لمن يحفز ويحرك لأمر ما يستعجل إليه.
وقرأ الأعرج {أن وعد الله} بفتح الهمزة. والناس على كسرها.
وقوله: {ما هذا إلا أساطير} أي ما هذا القول الذي يتضمن البعث من القبور إلا شيء قد سطره الأولون في كتبهم. يعني الشرائع. وظاهر ألفاظ هذه الآية أنها نزلت في مشار إليه قال وقيل له. فنعى الله أقواله تحذيرًا من الوقوع في مثلها.
وقوله: {أولئك} ظاهره أنها إشارة إلى جنس يتضمنه قوله: {والذي قال}. ويحتمل إن كانت الآية في مشار إليه أن يكون قوله: {أولئك} بمعنى صنف هذا المذكور وجنسهم {الذين حق عليهم القول}. أي قول الله إنه يعذبهم.
وقوله: {قد خلت من قبلهم من الجن والأنس} يقتضي أن {الجن} يموتون كما يموت البشر قرنًا بعد قرن. وقد جاء حديث يقتضي ذلك. وقال الحسن بن أبي الحسن في بعض مجالسه: إن الجن لا يموتون. فاعترضه قتادة بهذه الآية فسكت. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {والذي قال لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أتعدانني أَنْ أُخْرَجَ}.
أي أن أبعث.
{وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي} قراءة نافع وحفص وغيرِهما {أُفٍّ} مكسور منوّن.
وقرأ ابن كثير وابن محيصن وابن عامر والمفضل عن عاصم {أفَّ} بالفتح من غير تنوين.
الباقون بالكسر غير منوّن؛ وكلها لغات. وقد مضى في بني إسرائيل.
وقراءة العامة {أَتَعِدَاننِي} بنونين مخففتين.
وفتح ياءه أهل المدينة ومكة.
وأسكن الباقون.
وقرأ أبو حيوة والمغيرة وهشام {أَتَعِدَانِّي} بنون واحدة مشدّدة؛ وكذلك هي في مصاحف أهل الشام.
والعامة على ضم الألف وفتح الراء من {أَنْ أُخْرَجَ}.
وقرأ الحسن ونصر وأبو العالية والأعمش وأبو معمر بفتح الألف وضم الراء.
قال ابن عباس والسُّدِّي وأبو العالية ومجاهد: نزلت في عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما. وكان يدعوه أبواه إلى الإسلام فيجيبهما بما أخبر الله عز وجل.
وقال قتادة والسدي أيضًا: هو عبد الرحمن بن أبي بكر قبل إسلامه. وكان أبوه وأمه أم رومان يدعوانه إلى الإسلام ويعدانه بالبعث؛ فيردّ عليهما بما حكاه الله عز وجل عنه؛ وكان هذا منه قبل إسلامه.
وروي أن عائشة رضي الله عنها أنكرت أن تكون نزلت في عبد الرحمن.
وقال الحسن وقتادة أيضًا: هي نعت عبدٍ كافرٍ عاقٍّ لوالديه.
وقال الزجاج: كيف يقال نزلت في عبد الرحمن قبل إسلامه والله عز وجل يقول: {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول في أُمَمٍ} [الأحقاف: 8 1] أي العذاب. ومن ضرورته عدم الآيمان. وعبد الرحمن من أفاضل المؤمنين؛ فالصحيح أنها نزلت في عبدٍ كافر عاقٍّ لوالديه.
وقال محمد بن زياد: كتب معاوية إلى مروان بن الحكم حتى يبايع الناس ليزيد؛ فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: لقد جئتم بها هِرَقْلِيّة. أتبايعون لأبنائكم! فقال مروان: هو الذي يقول الله فيه: {والذي قال لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا} الآية.
فقال: والله ما هو بِه. ولو شئت لسمّيت. ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه. فأنت فَضَض من لعنة الله.
قال المهدوِي: ومن جعل الآية في عبد الرحمن كان قوله بعد ذلك {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} يراد به من اعتقد ما تقدم ذكره؛ فأول الآية خاص وآخِرها عام.
وقيل إن عبد الرحمن لما قال: {وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُون مِنْ قَبْلِي} قال مع ذلك: فأين عبد الله بن جُدْعان. وأين عثمان بن عمرو. وأين عامر بن كعب ومشايخ قريش حتى أسألهم عما يقولون.
فقوله: {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} يرجع إلى أولئك الأقوام.
قلت: قد مضى من خبر عبد الرحمن بن أبي بكر في سورة (الأنعام) عند قوله: {لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الهدى} [الأنعام: 17] ما يدلّ على نزول هذه الآية فيه؛ إذ كان كافرًا وعند إسلامه وفضله تعيّن أنه ليس المراد بقوله: {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول}.
{وَهُمَا} يعني والديه.
{يَسْتَغثِيَانِ الله} أي يدعوان الله له بالهداية.
أويستغيثان بالله من كفره؛ فلما حذف الجار وصل الفعل فنصب.
وقيل: الاْستغاثة الدعاء؛ فلا حاجة إلى الباء.
قال الفرّاء: أجاب الله دعاءه وغواثه.
{ويلك آمن} أي صدّق بالبعث.
{إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} أي صدْق لا خلف فيه.
{فَيَقول مَا هاذا} أي ما يقوله والداه.
{إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين} أي أحاديثهم وما سطروه مما لا أصل له.
{أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} يعني الذين أشار إليهم ابن أبي بكر في قوله أحْيُوا لي مشايخ قريش. وهم المعنيّون بقوله: {وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي}.
فأما ابن أبي بكر عبد الله أو عبد الرحمن فقد أجاب الله فيه دعاء أبيه في قوله: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذريتي} على ما تقدم.
ومعنى: {حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} أي وجب عليهم العذاب. وهي كلمة الله: «هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي».
{في أُمَمٍ} أي مع أمم.
{قَدْ خَلَتْ} تقدّمت ومضت.
{مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الجن والأنس} الكافرين {إِنَّهُمْ} أي تلك الأمم الكافرة {كَانُواْ خَاسِرِينَ} لأعمالهم؛ أي ضاع سعيهم وخسِروا الجنة. اهـ.

.قال الألوسي:

{والذى قال لوالديه}.
عند دعوتهما إياه للإيمان {أُفّ لَّكُمَا} صوت يصدر عن المرء عند تضجره وفيه قراءات و لغات نحوالأربعين. وقد نبهنا على ذلك في سورة الإسراء. واللام لبيان المؤفف له كما في {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] والموصول مبتدأ خبره {أولئِكَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} [الأحقاف: 18] والمراد به الجنس فهو في معنى الجمع. و لذا قيل: {أولئك} وإلى ذلك أشار الحسن بقوله: هو الكافر العلق لوالديه المنكر للبعث. ونزول الآية في شخص لا ينافي العموم كما قرر غير مرة. وزعم مروان عليه ما يستحق أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما وردت عليه عائشة رضي الله تعالى عنها.
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله قال: إني لفي المسجد حين خطب مروان فقال: إن الله تعالى قد أرى لأمير المؤمنين يعني معاوية في يزيد رأيًا حسنًا أن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه والله ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية إلا رحمة وكرامة لولده. فقال مروان: ألست الذي قال لوالديه أف لكما فقال عبد الرحمن: ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أباك فسمعت عائشة فقالت: مروان أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا كذبت والله ما فيه نزلت نزلت في فلان بن فلان.
وفي رواية تقدمت رواها جماعة وصححها الحاكم عن محمد بن زياد أنها كذبته ثلاثًا ثم قالت: والله ما هو به تعني أخاها ولو شئت أن اسمي الذي أنزلت فيه لسميته إلى آخر ما مر. وكان ذلك من فضض اللعنة إغاظة لعبد الرحمن وتنفيرًا للناس عنه لئلا يلتفتوا إلى ما قاله وما قال إلا حقًا فأين يزيد الذي تجل اللعنة عنه وأين الخلافة.
ووافق بعضهم كالسهيلي في الإعلام مروان في زعم نزولها في عبد الرحمن. وعلى تسليم ذلك لا معنى للتعيير لاسيما من مروان فإن الرجل أسلم وكان من أفاضل الصحابة وأبطالهم وكان له في الإسلام غناء يوم اليمامة وغيره والإسلام يجب ما قبله فالكافر إذا أسلم لا ينبغي أن يعير بما كان يقول: {أَتَعِدَانِنِى أَنْ أُخْرَجَ} ابعث من القبر بعد الموت.
وقرأ الحسن. وعاصم. وأبو عمرو في رواية وهشام {أتعداني} بإدغام نون الرفع في نون الوقاية. وقرأ نافع في رواية وجماعة بنون واحدة. وقرأ الحسن وشيبة. وأبو جعفر بخلاف عنه. وعبد الوارث عن أبي عمرو وهارون بن موسى عن الجحدري. وبسام عن هشام {لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِى} بنونين من غير إدغام ومع فتح الأولى كأنهم فروا من اجتماع الكسرتين والياء ففتحوا للتخفيف. وقال أبو حاتم: فتح النون باطل غلط. وقال بعضهم: فتح نون التثنية لغة رديئة وهو ن الأمر هنا الاجتماع.
وقرأ الحسن. وابن يعمر. والأعمش. وابن مصرف. والضحاك {أَخْرَجَ} مبنيًا للفاعل من الخروج {وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِى} أي مضت ولم يخرج منها أحد ولا بعث فالمراد إنكار البعث كما قيل:
ما جاءنا أحد يخبر أنه ** في جنة لما مضى أونار

وقال أبو سليمان الدمشقي: أراد وقد خلت القرون من قبلي مكذبة بالبعث. فالكلام كالاستدلال على نفي البعث.
{وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ الله} أي يقولان: الغياث بالله تعالى منك. والمراد إنكار قوله واستعظامه كأنهما لجا إلى الله سبحانه في دفعه كما يقال: العياذ بالله تعالى من كذا أو يطلبان من الله عز وجل أن يغيثه بالتوفيق حتى يرجع عما هو عليه من إنكار البعث {وَيْلَكَ ءآمِنْ} أي قائلين أو يقولون له ذلك. وأصل {وَيْلٌ} دعاء بالثبور يقام مقام الحث على الفعل أوتركه إشعارًا بأن ما هو مرتكب له حقيق بأن يهلك مرتكبه وأن يطلب له الهلاك فإذا أسمع ذلك كان باعثًا على ترك ما هو فيه والأخذ بما ينجيه. وقيل: إن ذلك لأن فيه إشعارًا بأن الفعل الذي أمر به مما يحسد عليه فيدعى عليه بالثبور فإذا سمع ذلك رغب فيه. وأيًا ما كان فالمراد هنا الحث والتحريض على الآيمان لا حقيقة الدعاء بالهلاك {إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} أي البعث. وأضاف الوعد إليه تعالى تحقيقًا للحق وتنبيهًا على خطئه في إسناد الوعد إليهما.